يقولون: ان الاديبات نوع غريب من العشب .. ترفضه البادية





يقولون: إنَّ الكتابةَ إثمٌ عظيم
فلا تكتبي
وإنّ الصّلاةَ أمام الحروفِ حرامٌ
فلا تَقربي
وإنّ مِدادَ القصائدِ سمٌّ
فإيّاكِ أن تشربي
وهأنذا
قد شربْتُ كثيراً
فلم أتسمّمْ بحبرِ الدّواةِ على مكتبي
يقولون
إنّ الكتابةَ امتيازُ الرّجال
فلا تنطقي
وإنّ الكتابةَ بحرٌ عميقُ المياه
وهأنذا قد سبحْتُ كثيراً 
وقاومْتُ كلَّ البحارِ ولم أغرقِ

 

 الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في قصيدتها "يقولون".. عبرت عن ما يعتقده البعض في كون الكتابة انما هى كما التغزل ..فن الرجال. وكانت مبدعة وهى تنظم البيان ساخرة في قرآءة جريئة من و لمجتمع يظل بعضه وحتى الالفية الثالثة لا يرى في انثي تكتب الا صور الجاهلية الاولى.
الأنثي الكاتبة .. أديبة كانت أو شاعرة هى عرضة للمضايقات من فئتين في المجتمع .. فئة تعتبر الكتابة تصنيفا أخلاقيا يخدم أغراضها و هؤلاء جلهم من أصحاب العقول الضيقة الذين يعتبرون ما من أنثي تكتب فهى متحررة وأن نالت جائزة نوبل، وهؤلاء نجدهم في وسائط التواصل الاجتماعي بكثرة  .أما  الفئة الأخرى فهى من أشباه المثقفين والذين لديهم إيمان عميق بأولوية الرجل في كل المجالات فكرا ثابتا غير قابل للتطوير. في نفس ذات الموضوع وإضافة الى الإنطباعات أعلاه نجد أن الاديبة ميليسا هولدن قد  كتبت في مدونتها التى تحمل إسمها عن بعض الصور النمطية للانثي الكاتبة. أولى هذه الانطباعات هو أن كل النساء اللاتى يكتبن إنما يكتبن  الادب المكشوف ويستخدمن الايحاءات الجنسية بكثرة، وعلقت هولدن على ذلك بأنه لا ..فقط لا . وكتبت : "  لنفترض أن الكثيرات يكتبن أدبا مكشوفا .. ماذا في ذلك ؟ نحن محظوظات كوننا نعيش في زمن تجد النساء فيه ما يكفي من الثقة في الكتابة عن حياتهن الخاصة ولكن لسنا جميعنا في حاجة لان نتشارك تجاربنا تلك مع الآخرين. "الانطباع الثانى حول الأنثي الكاتبة عند هولدن هو أن كل الكاتبات تغلبهن عواطفهن. تعلق هولدن:  " نعم. بعضنا كذلك لكنني أعرف كثيرات من النساء الكاتبات في محيطى واللواتى تخلو كتاباتهن من العاطفة." وتنفي هولدن الصورة النمطية الثالثة عن أدب المرأة بأنها غير قادرة علي كتابة الخيال العلمى بقولها : " أن ذلك غير صحيح فافضل ما قرأته فى هذا المجال كان باقلام نسائية."
أما التهمة الرابعة حيال الأنثي الكاتبة هي أنه ينقصها التفرغ والتفانى في الكتابة. ترى هولدن أن منبع هذا الانطباع هو كون المرأة الكاتبة تهتم بأسرتها اولا ثم يأتى اهتمامها بالكتابة كأمر ثانوى في حياتها. وتنفي هولدن هذا الإتهام وتفنده باستشهادها بنفسها كمثال وأن الكتابة عندها تأتى في أول القائمة و احبائها يتفهمون ذلك ويقدرونه وإن كن بعض النساء اللائي يكتبن لديهن مسئوليات وأعباء أكثر من الكتاب الرجال لكن ذلك لا يمنع من تفانيهن لفعل الكتابة.الصورة النمطية الخامسة حول ذات الموضوع هي أن النساء لا يجدن في مجالات الكتابة سوى الرومانسية منها . رفضت هولدن هذا الانطباع بانها  حتى الآن لم تكتب أبدا رواية رومانسية لأن هذا ليس أسلوبها ولا منهجها وذلك لا يعنى انها تقلل من شأن اللاتى يكتبن هذا النوع وإنما تقصد ليس كل الكاتبات يفعلن ذلك ولا ينبغي افتراض التعميم.
الإنطباع الاخير  برأى هولدن والذى تراه ربما يكون أكبر وأكثر الانطباعات قسوة هو الإعتقاد بأن النساء لا يجدن الكتابة. بالطبع ذلك ليس بصحيح وأن العديد من أفضل الأدباء في العالم من النساء، كمثال : بياتريكس بوتر، سيلفيا بلاث، أليس ووكر، جي كي رولينغ، وأكثر من ذلك بكثير!لم تعد الانوثة ضعف .. ولم تعد أحلي النساء هي الجارية .. فالأنثي بفكرها والتزامها قد تربي بكتاباتها مجتمعا كاملا مثلما تربي اطفالها ، فالتحية لكل أنثي تكتب .. وكل ناقد يتابع ويوجه ..وكل مبدع يفهم ويعاون.. وكل قارئ يدعم ويؤازر. 


Comments

Popular posts from this blog

مقارنات بين القصة القصيرة والرواية

الواقعية السحرية كمصطلح أدبي

ما بين المظهر والجوهر .. أشياء وأشياء