Image result for literary sudans

الأدب السوداني .. نيل آخر من الجنوب إلي الشمال

نجد أن الأدب السودانى لم يعد رهين المحلية ، كما لم يعد مقرونا باسم القامة الطيب صالح كى يجد حظه من الإنتشار عالميا . كتاب كثر وكتابات أكثر نشرت مؤخرا عبر باحثين وباحثات من العالم الأول جذبهم فضولهم للتعرف إلي السودان من وجهة نظر أدبية لا شك مختلفة عن ما تبثه وسائل الإعلام الغربية التى تصور السودان على أنه بلاد العنف و الجوع والحرب فقط. 
في العام الماضي نشر كتاب  Literary Sudans: An Anthology of ” Literature From Sudan and South Sudan”  وهو عبارة
عن مجموعة قصصية لكتاب من السودان وجنوب السودان .
كتاب "Literary Sudans"  هو كتاب من تجميع وتحرير باكتى شرينغاربور وهى أستاذ مساعد في الأدب بجامعة كنتيكت بالولايات المتحدة الامريكية ، كما أنها أيضا تعمل رئيس تحرير لمجلة وورسكيبيس الإلكترونية والتى تعتبرا منبرا ثرا على الشبكة العنكبوتية يستكشف التقاطعات بين الحرب والأدب من خلال القصص والشعر والمقالات وغيرها من ضروب الأدب الاخري. 
تعتبر المقدمة التمهيدية للكتاب و التى قام بكتابتها الأديب العملاق تابان لو ليونغ هى العنصر الاول الذى أضاف أهمية خاصة من نوعها لهذا العمل المتقن من كل النواحى ، فقد ترجم النصوص من العربية إلي الإنجليزية المترجم المعروف عادل بابكر ، وقام إيمانويل بارا بوضع تصميم الغلاف مما أضاف إلي نجاح  وتسويق المجموعة.
كتبت باكتى مقالا يتحدث عن هذا العمل موضحة فيه بأن في العقد الماضي كان العالم يتداول أخبار السودان وجنوب السودان الذي شكل حديثا في ذلك الوقت، بشكل مكثف عبر المقالات الاخبارية و ذكر ملايين الدولارات التى أنفقت على الدعاية والترويج حول حرب دارفور ، والزيارات التى قام بها بعض مشاهير هوليوود غلي المناطق المنكوبة هناك ، الأمر الذى أحدث ضجيجا في وسائل الاعلام عن بلد يسمى السودان . وليس معنى هذا أنه لا يوجد شيء يحدث ، بل ببساطة ، أنه لم يكن هناك نهج جيد وإحتواء حكيم لأزمات بدأ ظهورها من ثمانينيات القرن الماضي.  وتري باكتى  أن كتابها هذا يأتى في محاولة لتسليط الضوء على مواقع أخرى من السودان وجنوب السودان كمناطق ثرية بالادب والثقافة ن وأيضا لتغيير الفكرة النمطية عن السودان بانه مجرد بلاد تكثر فيها الحروب والانتهاكات.
أنيهى إدورو والتى تحمل دكتوراة في اللغة الانجليزية وتعمل مساعد مدرس للأدب الافريقي في جامعة ماركيت كتبت مقال يحكى إنطباعها عن كتاب " Literary Sudans” حيث قالت أن الجمع بين كتابات من السودان وجنوب السودان إنما هوعمل يتحدى المفهوم السائد وأن كلا البلدين لديه ما يقدمه خارج صور الحرب والعنف والاضطرابات السياسية التى لا تنتهى. 
من وجهة نظر إدورو، رغم أن السودان ودولة جنوب السودان الآن لم تعد بينهما وحدة قومية ، إلا أنه  دائما كانت لهما أشياء كثيرة مشتركة ، وأيضا على الرغم من الصراعات السياسية ، فأن الكتّاب في كلا البلدين وجدوا طرقا جميلة لتوثيق وتصوير الحياة داخل وخارج تجارب العنف والحرب.
في رأي إدورو أن هذه المجموعة القصصية  في حد ذاتها جميلة والأجمل كونها حصلت على طابع القبول من أسطورة الأدب تابان لو ليونغ  الذي دعا الكتاب الأفارقة  المعاصرين ، في مقدمة الكتاب التى كتبها ، على إعادة تحريك أشكال القص التقليدية مثل الحكايات الشعبية والخرافة. 
    كما أعتبرت إدورو في مقالها بأن هذا الكتاب هو عمل مهم كانت الساحة الادبية الأفريقية تحتاجه للتعريف بكتابات أخري وكتاب آخرين  في أجزاء أخري من القارة الكبيرة التى يهيمن عليها حاليا كتاب من نيجيريا وجنوب أفريقيا فقط  .




Comments

Popular posts from this blog

مقارنات بين القصة القصيرة والرواية

الواقعية السحرية كمصطلح أدبي

ما بين المظهر والجوهر .. أشياء وأشياء